الاعمال

على هامش أحداث الجنينة.. شعوب السودان تنتحب وهي صامتة

ما يحدث في “الجنينة” حاضرة “دار مساليت” شيء يندى له الجبين ، فقد تُرك المواطنُ أعزل في مواجهة جماعة غاشمة لا تقيم وزنا لميراث السلطنة ، ولا تحتفي برموزها التاريخية. لقد تم كسر العالم بأسره. كيف لا وهو حفيد السلطان تاج الدين ، البطل الهمام الذي افتدى الوطن بنفسه ، وأوقف تمدد الفرنسيين نحو السودان من الحدود الغربية.

تقطن دار مساليت شعوب عدة منها المساليت ، وسلطنة القمر ، والأرينقا ، والفور ، والتاما ، والزغاوة ، والبرقد ؛ والعرب ببطونهم مثل أولاد زيد ، وأولاد راشد ، والرزيقات ، والحوطية إلى آخره. جذور تاريخية وأصول خاصة. أفسدت “الإنقاذ” هذا التساكن ، ووجداني والألفة الإنسانية بمحاولتها استمالة بعض تبدأ اللحوم في العرب- والاستقواء بهم لإقامتهم ، أصحاب السلطنة.

وفي سعيها لإبادة الزرقة لم تستنكف “العصابة الإنقاذية” (تطبيق الرئيس السابق عمر البشير) الاستعارة بمكون من خارج السلطنة. هذه المجموعات التي أتت مؤخرا ليس لها “كبير” يردعها وازع من دين أو خلق. اقتحموا دار السلطان الماضي ، سرقوا المقتنيات والأموال ، اقتادوا النساء والأطفال كأسرى ، هول قالت لهم السيدة “حرم” زوجة السلطان عبد الرحمن بحر الدين وبنتظر محمود مادبو (أبون خير) ، “أنا بتظر الناظر مادبو” ، قالوا لها “ما بنعرف مادبو ولا غيره “.

يجب أن ننتبه هنا إلى أن “العصابة الإنقاذية” لم تكتف بدحض الأسس للبناء الوطني ، كما يمكنك أيضًا استخدام الروح المعنوية للذات السودانية. كل ما يسع السراريق (اللصوص) فعله هذه الأيام هو أن يطأ أحدهم الأسئلة الاجتماعية التي زرعتها “العصابة الإنقاذية” عبر أجهزتها في فترة العقود الثلاثة حتى تستحيل مطاردة المعتدين من مشكلة (زرقة أو عرب) إلى قبلية. في ظل الإطارات التي تظهر في حالة توقف التام عن الجماهير.

فجماد نار في المحلة الأولى ، وعدم محاولة الجهد بالتوجه نحو الهامش.

الإنقاذ هي من اختارت دارفور حديقة خلفية لخوض خلافاتها الأيديولوجية التي استحالت فيما بعد مواجهة عرقية استنفرت لها كافة القبلية. خطة الإنقاذ الحالية للجولفين من زرقة وعرب كي تعمل على إضعافهما ، في أيديهما ليكونا عنصرا عنصرا لاستمرار السلطة في المركز في أيدي حفنة من المتنفذين. إبادة السبعة “عصابة السبعة” التي بات جلها في عداد الهاربين من العدالة.

لقد قاومت قبيلة الرزيقات -هذه القبيلة العريقة- متمثلة في قيادتها التاريخية ، الناظر سعيد مادبو بالتحديد ، إقحام الكيان في حرب الإبادة الممنه التي وسط وغرب دارفور (ومن قبلها حرب الجنوب) ، ممّا اضطر مجرمي الإنقاذ إلى الاستضافة متفلتة تم استدعاؤها من أنحاء الحزام السوداني كافة ، وأخيرًا جوها المجاور والمسكون في بداية الثمانينيات.

هذه الجريمة التي تتحمل وزرها عصابة الإنقاذ وبعض الأشخاص الذين تمت استمالتهم من قبل هذا الجهاز. الإنقاذ هي من أغرتهم بالحرق والنهب والاغتصاب.

حكومة الإنقاذ هي من اختارت دارفور حديقة خلفية لخوض خلافها الأيديولوجية التي استحالت فيما بعد مواجهة عرقية استنفرت لها كافة القبلية

أن تكف النخب عن وصف حروب دارفور مشاكل قبلية ، هذه مشكلة سياسية ذات أبعاد ودولية. صحيح أن هناك العديد من العناصر التي تمنعهم من هذه الموبقات. وجل هجرات العرب (عرب دارفور خاصة) ، كما خاضوا معتركا لقرون عدة تبلورت على إثره الوطنية السودانية.

لقد قاتل العرب (عيال عطية وحيماد) والزرقة (المساليت والفور) جنب إلى جنب في دروتي ودرجيل ومناوشي. واليوم يلزمنا إحياء هذا الحلف التاريخي ، 2006 هل تعاني من أزمة في الجنينة ، نيالا والخرطوم. هذا هو السبب في كل شيء.

ستباحتها دون حق. يجب أن يقاوم السوداني بكل ما أوتوا تنفّذ هذه المجموعات الدخيلة التي تتورع عن الجريمة في ضواحي السودان المختلفة ؛ خطر أنها ستغذي النزعة العروبية وتسعى أحلاف على أسس عرقية ، فتنمي لا محالة نعرة الصفوية الشعبوية على امتداد القطر.

ختاما ، حسب ما يعرف الكل أن كيان الرزيقات كيان مختطف ومخترق ، وقد قاومنا هذا الاختطاف وذاك الاختراق السبل ، إلا أننا فوجئنا بعقبة كؤود في مخيلة الثقافة الشعبية مكتوب في حاشيتها “أرنب الحكم بتقدير الفيل”! وقد بات واضحا أن الأرنب التعيس يقودنا نحو الهاوية ، وذلك في عام الفكاك منه أو القضاء عليه كي لا نقع جميعا في تلك الهاوية السحيقة. يجب أن تتضافر جهود جميع السودانيين للخروج من هذا المأزق الوجودي ، وإذا تقاعسنا أو اكتفينا بعضنا بعضا ،؟

.
المصدر www.aljazeera.net

زر الذهاب إلى الأعلى